يحضرنى نموذج رايته وانا طفل صغير فى قريتى ومازلت اتذكره
كانت قريتى كسائر القرى ليلها مظلم ولكن بالرغم ان نسبه التعليم كانت بسيطه الا ان فكر ابائنا كان بعيد المدى
لقد قسموا القريهالى مناطق ونقطتموضع فى ناصيه كل شارع فانوس من الحجم الكبير هذا الفانوس بداخله لمبه نمره 5 وقاموا بتعيين رجل من الفريه لذلك
فكانت مهمه عمى سعفان رحمه الله تتمثل فى انه كل صباح يمر على الفوانيس حاملا سلم من الخشب يصعد يظفىء اللمبه وينزلها ويتم مسحها اى مسح زجاجه اللمبه من اثار التدخين ويعباها بالجاز ويضعها داخل الفانوس الى ان يستكمل باقى القريه
وفى المساء وقبل صلاه المغرب يمر على الفوانيس ويشعلهم ويتركهم للصباح
فكنت تمشى وانت مطمئن وظلت القريه هكذا حتى دخلها الكهرباء فى اواخر 1980
هذا التالف كان ابائنا لايختلفوا عليهوكان فى موسم الحصاد يتم ارسال الغلال الى عمى سعفان والى حلاق القريه والى المساكين وكان لايوجد بيننا غلبان
حتى اننا تعودنا ان نرسل لبن الحليب الى من ماشيته ليس فيها لبن
حتى اننا فى الافراح كان اهل العروس يمرون على اهل القريه لدعوتهم لعمل الكحك بتاع العروس فكان كل القريه يذهبون ومعهم اللبن الحليب مجانا لاهل العروس ويسهروا لعمل الكحك
هل هذا نراه الان
راحت هذه الروح فى المدينه وتحلت بها القريه حتى مع التقدم
اننى اتمنى ان تسود روح الحب والتالف جميع الاغضاء ولنتعاون على رفعه نادينا وتقديم مانراه صالحا له